
في الثالث عشر من مارس من كل عام، تحتفل دول مجلس التعاون الخليجي بـ يوم التمريض الخليجي، وهو مناسبة سنوية تهدف إلى تسليط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه الكوادر التمريضية في دعم المنظومات الصحية، وتقديرًا للجهود التي يبذلونها بكل تفانٍ وإخلاص في رعاية المرضى وتخفيف معاناتهم.
الاحتفال في عام 2025: “صوت التمريض ينادي.. ابشري يا بلادي”
جاء احتفال عام 2025 تحت شعار مميز يعكس عمق الانتماء والدور الوطني للممرضين والممرضات: “صوت التمريض ينادي.. ابشري يا بلادي”. نظّمت العديد من الدول الخليجية فعاليات مختلفة بهذه المناسبة، من بينها ورش عمل علمية، حملات توعوية، معارض صحية، وتكريم للكوادر التمريضية المتميزة، وذلك بمشاركة واسعة من القطاعات الصحية والتعليمية.
في دولة الإمارات، نظّمت وزارة الصحة ووقاية المجتمع احتفالًا شمل تكريم الممرضين الأوائل، وعقد جلسات حوارية ركّزت على تعزيز مكانة التمريض في المنظومة الصحية. كما شهدت دولة قطر أنشطة نظمتها مؤسسة حمد الطبية احتفاءً بالكوادر التمريضية، وتسليط الضوء على دورهم في تقديم الرعاية التخصصية والمتقدمة للمرضى.
دلالات تاريخية وإنسانية
يرتبط يوم التمريض الخليجي بذكرى غزوة بدر الكبرى، حيث كانت الصحابيات الجليلات، مثل رفيدة الأسلمية ونسيبة بنت كعب، من أوائل النساء اللاتي قدمن خدمات طبية وتمريضية للجرحى. يحمل هذا التاريخ بُعدًا إنسانيًا وروحيًا، إذ يُجسد القيم الإسلامية الأصيلة في تقديم الرعاية والعطاء بلا مقابل.
أهمية مهنة التمريض في عصرنا الحديث
في ظل التحديات الصحية المتزايدة، من انتشار الأوبئة إلى ارتفاع أعداد المرضى وكبار السن، أصبح التمريض ركيزة أساسية في أي نظام صحي فعّال. التمريض لا يقتصر فقط على رعاية المرضى، بل يمتد ليشمل التثقيف الصحي، الدعم النفسي، والعمل ضمن فرق طبية متعددة التخصصات.
التحديات والطموحات
رغم الجهود المبذولة، تواجه مهنة التمريض عددًا من التحديات في الخليج، من أبرزها:
-
نقص الكوادر الوطنية في بعض الدول.
-
ساعات العمل الطويلة والضغط النفسي المستمر.
-
الحاجة إلى تطوير التعليم التمريضي.
-
النظرة المجتمعية التي لا تعكس دائمًا حجم المسؤولية.
لكن دول الخليج، وبخططها الطموحة، تسعى إلى التغلب على هذه العقبات من خلال:
-
تعزيز برامج التمريض الأكاديمية.
-
تقديم حوافز مهنية مجزية.
-
إطلاق مبادرات لجذب الكفاءات الوطنية للعمل في هذا المجال.
إن يوم التمريض الخليجي هو أكثر من مجرد مناسبة، بل هو وقفة تقدير واعتراف بمهنة إنسانية عظيمة، وبأشخاص اختاروا طريق العطاء دون انتظار مقابل. فالممرض والممرضة هما الجندي المجهول في معركة الصحة، يعملان بصمت، ويقدمان رعايةً تنبض بالأمل. كل الشكر لهم في يومهم… وفي كل يوم.
التعليقات