
تشهد أسواق البن العالمية تقلبات حادة في الأسعار خلال عام 2025، نتيجة تغيرات مناخية أثّرت على إنتاج الدول المصدّرة، في حين حافظت المملكة العربية السعودية على استقرار نسبي في أسعار البن المحلي، مستفيدةً من تنوع وارداتها ودعم الإنتاج المحلي.
استقرار أسعار البن في الأسواق السعودية
بحسب آخر البيانات الرسمية الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء، سجل سعر كيلو البن الحب (الهري) في السعودية حوالي 45.6 ريالًا في بداية عام 2025، بزيادة طفيفة بنسبة 1.6% مقارنة بنهاية عام 2023. أما البن القمتي، فبلغ سعر الكيلو منه نحو 31.9 ريالًا، بانخفاض بنسبة 1.2%.
ورغم هذه التغيرات الطفيفة، تُعد الأسعار مستقرة مقارنةً بمعدلات الارتفاع الكبيرة عالميًا، التي تجاوزت في بعض الحالات 30% نتيجة أزمة الإمدادات العالمية.
الأسواق العالمية تواجه أزمة في البن
على الصعيد العالمي، سجل مؤشر منظمة القهوة الدولية (ICO) في يناير 2025 ارتفاعًا إلى 310.12 سنتًا أمريكيًا للرطل، وهو أعلى مستوى له منذ سبعينيات القرن الماضي. ويُعزى هذا الارتفاع إلى تراجع الإنتاج في كلٍّ من البرازيل وفيتنام بسبب الجفاف، إلى جانب اضطرابات سلاسل الإمداد.
كما أدى ارتفاع تكاليف الشحن وأسعار العملات إلى زيادة تكلفة استيراد البن في العديد من الدول، مما انعكس على المستهلكين بشكل مباشر.
إنتاج محلي متنامٍ ودعم حكومي
في الوقت نفسه، تسعى السعودية لتقليل اعتمادها على الاستيراد من خلال دعم الإنتاج المحلي. فقد بلغ إنتاج البن المحلي نحو 1,485 طنًا في عام 2023، بزيادة قدرها 37% عن العام السابق، وفقًا لبيانات برنامج “ريف” الذي يشرف على دعم المزارعين السعوديين في المناطق الجنوبية، خاصة جازان والباحة وعسير.
وتستهدف رؤية المملكة الزراعية الوصول إلى إنتاج محلي يبلغ 7,000 طن سنويًا بحلول 2026، عبر برامج الدعم الفني والمالي وزراعة المزيد من أشجار البن العربي.
تنوع مصادر الاستيراد كعامل استقرار
تستورد السعودية نحو 188 ألف طن من البن سنويًا، وتُعد إثيوبيا أكبر مصدر للبن إلى المملكة بنسبة 58% من إجمالي الواردات، تليها البرازيل بنسبة 15%، ثم الهند بنسبة 3%. هذا التنوع ساعد في تخفيف أثر اضطرابات الأسواق العالمية، ما مكّن السعودية من تحقيق توازن في الأسعار وتوفير البن بمستويات مستقرة نسبيًا.
توقعات بانخفاض عالمي للأسعار
رغم الارتفاعات الأخيرة، يتوقع خبراء السوق أن تشهد أسعار البن العالمية انخفاضًا بنسبة تتراوح بين 20-30% بعد فبراير 2025، مع تحسن الإنتاج في فيتنام والبرازيل. ومن شأن هذا التراجع أن يسهم في خفض الأسعار عالميًا ومحليًا، ويمنح المستهلكين في السعودية فرصة للتمتع بأسعار أفضل خلال النصف الثاني من العام.
وفي الختام، بينما تعاني الأسواق العالمية من موجة ارتفاعات حادة في أسعار البن، حافظت السعودية على قدر من الاستقرار بفضل سياستها المتوازنة في الاستيراد وتنمية الإنتاج المحلي. ومع توقعات الانخفاض العالمي، فإن آفاق السوق السعودية للبن تبدو واعدة، خاصة مع استمرار جهود الدعم الحكومي ومبادرات الأمن الغذائي.
التعليقات